الجمعة، 13 أغسطس 2010

أتذكرهآ

سكون الليل



والقمر يحاكي السمآء



والأفق قد بدا في الرحيل



ونسمات تحرك ركود المكآن





أتذكرهآ





حنين يلفني بعمق



وشوق يغمرني بصمت





أتذكرهآ





لؤلؤة أضاءت جبين الوجود



وردة أضحكت ثغر الحياة





أتذكرهآ





خيال رسم معالم الأحلآم



حقيقة ذابت في أرض الواقع





أتذكرهآ




صدى فجّر ينابيع الجمآل



هطل أحيا جثث الحسن





أتذكرهآ





فجر أشرق وجه الكون



سحر أخرج كل مكنون





أتذكرهآ





حين تهاجر الطيور



وتتفتح الورود





أتذكرهآ





حين ترحل سحابة



وتسقط قطرات الندى





أتذكرهآ





في همس الذكريات



شتات الصور





أتذكرهآ





في سكون اللحظة



وضجيج المدى





أتذكرهآ .

فات الأوان

جاي تعاتبني بعد طول الغياب



تنتظر نرجع ونتناسى العذاب



بعد كلُّ السنين أللي مضت



والليالي أللي بحياتي أظلمت



والدموع أللي من عيوني بكت



بحيره وبخوف اشتكت



جاي وتطلبني أعود !!



وأمسح سنين الصدود !!



لا .. لا تفكر بالسؤال



وتبني أحلام بخيال



دنيتي صارت محال



حزنها مثل الجبال



روح للي بعتني من أجلها



وجرحتني ورحلت تطلب ودّها



وخنت قلبي واسقيتني من مُرّها



والحين تذكرني بندم



من بعد ما حلمي انهدم



ليه ما حاولت ترجع من زمان ؟



وتعيد أيام الحنان




فات الأوان ..



فات الأوان ..




خلاص .. أنسى حبنا



هدمت بيدك دربنا



أرجوك ارحل عن حياتي واْبتعد



يكفي من أوهام ووعد



وحياة ماتت على هجران وندم .

أفتقدتُك

أفتقدتُك ..





في نبضاتِ الهمس





وحلمُ خاطري






بين دفاتري






ووسطُ أخيلتي





أجرُّ قلمي





أبحثُ عن بقايا حبر





تخفي دموعَ الهجر






وإبتسامةُ فجر






تكتب لغةَ العمر






أبحثُ عن مآضي الأمس






حيث كان الوردُ يتغنى







بآهاتِ الشوق






أفتقدتُك ..






يا مملكةَ النور







وحنين الدور






يا أجملَ قطراتُ حياتي







يا روضاً أشعل قسماتي







أنتِ شعاع البدر





وأنينٌ ذاب بدافي الصدر






أفتدتُك ..






عند لقاءِ الأرواح






وجمال الزهر الفواح







وغناءِ البلبل صداح







هل أمسى الأمل يتيماً ؟






هل رحلَ بعيداً ؟






هل بات وحيدا ً؟






هل نطقَ الصخر ؟






أم هو أمر !!






في قلبِ العاصفة الثكلى






أيام بالحزنِ حبلى






تهتزٌ لها أنفاسَ النجوى






لتفك الأسر






وتسقي جفافَ الثغر






بربيعِ العطر






أفتقدتُك ..






يا آسرتي






يا قصيدةُ قلبٍ مفتون






مقتولاً من حبٍ مقتول






بيدٍ لا تعرف غدراً






لكن الأمر أصبح قسراً






فالسمُ بات دواءاً






والموت بات حياةً

حرية النسيان وحبس الذاكرة

هل أطلق سراحك أيتها الذاكرة ؟


من جديد تنشطر أبتسامة ..
وترحل أخرى مقيدة !!

الواقع وقد طأطأ رأسه منسحبا
تنسدل خلفه لاءات متناثرة
نترقب ترجمة اعتيادية ..

وعند سطورها ينتحر الحرف !!
لم يعد من يرغب بعودتك ..
حتى الذات لفظت أنفاسها
وما بين الشهقة والأخرى ضباب يتطاير ..

قشور يخفي جسدها حمما ملتهبة تنتظر من يطفى صمتها ويطلق سراحها
هروب يتنفس أغشية من سراب تسرح به نافذة الفقد لتدفنه بلحد الماضي خشية أن تنبشه معاول الذاكرة من جديد ..


في واقع الحياة البائس نشتهي ذاكرة مشلولة ونسيان متعافي ..

كلما حاولت إلغاء خارطة الأمس وجدت خيوطها ترتسم أمامي مشعلة رماد لا زال ينبض جمره ..


لا أرغب في تحبير تلك المسودات وإعادة الحياة لسطورها ..
سأحبسها بزنزانة النسيان وسجن السراب ..

حاضر يبكي خذلان .. وماضي فاقد لحياة إبتسامة
وشتات الألوان يغري زمجرة الصور
محيط كئيب وكيان يخنق أنفاس الأمل

واليوم ... أشتهي النسيان بكل أوجاعه !!
ليس لهروب مؤقت ولكن ...

لغد أكثر نقآء

وأصدق نهاية .

جراح تئن

هكذا ارتحلت دون ضجيج

بصمت حملت أمتعتك


ورحلت ..


رحلت .. تاركاً جراحا تئن

تشكو مرّ الهجر ولوعة الشوق ونيران الحنين

رحلت .. لتغيب البسمة في لحد الفقد

فيمتطي سواد الأفق أجنحة البياض المهاجرة

رحلت .. لأضم الوحشة بثياب مهترئة

فيسافر حزني رحلة بلا عنوان

أيها الغائب بحجم الكون

لماذا دفنت كل نبض لحياتي ؟

لتعيدني هامشا ينتظر سطرا يحرره ..

لماذا أسكنتني غربة بستار الوحشة

كنت وردة حياتي ..

أشتم أريجها لتمنحني لذة الحياة

كنت روحي وعمري ..

تكتب صفاتي بحبر الحب



واليوم ترحل ..



ترحل .. لتصادق على حكم إعدامي .

شمِّر يديكَ فقدْ أتى رمضـــــانُ

شمِّر يديكَ فقدْ أتى رمضـــــانُ
أهلاً بشهر الخيرِ والغفـــــران
فيكَ القلوبُ ترنّمت موعـــــدةً
تهفو لعفوٍ من يدِ الرحـــــــمن
رمضانُ يا أملاً يشعُ بنـــــورهِ
روضاً يُجازي صومهُ ريـــــان
شهرٌ حباه اللهُ أمةَ أحــــــــــمدٍ
فيهِ من القرُباتِ والاحســـــان
وبهِ تُفتّحُ كلّ أبوابِ الرِضـــــا
من رحمةٍ وتُصفدُ الشيـــــطان
شهرٌ أعدَّ اللهُ عَشــــرَهُ ليلـــــةً
مبرورةً يشتاقُها الأنســـــــــان
الذّكرُ والقرآنُ يُحيِي يومـــَــــهُ
ومســـاؤهُ تَتَسابقُ الأركــــــان
وبهِ دعاءٌ ســـــــابقٌ بإجــــابةٍ
اْتلوهُ في كلِّ مإذَنةٍ وكلِّ مكــان
رمضــانُ هذهِ أُمتي مكلومـــــة
باتتْ لنَا خَبَراً من الأزمـــــــان
كانت على الإِجمَاعِ تُبني رأيَها
واليوم صــَـــــار تفرُداً وهوان
رباهُ أنا قدْ رفعنا أكُفــــــــــــنَا
نسألُك أنْ اْبلغتنا رمضـــــــان
وجعلتهُ بالخيرِ يجمعُ شَمـــلَنا
وختامهُ عتقٌ من النيـــــــران

الاثنين، 7 يونيو 2010

أنثى تحترق

كثير ما يحرص الإنسان أن يوجد سبباً ودافعاً للكتابة وتفريغ ما ينوء به من حمولةٍ وهموم على صدر تلك الصفحات اليافعة ليعود بعدها بروح جديدة وأمل مشرق وخيال نقي ..
... وفي تلك الليلة الهادئة إلاّ بعض أصوات الرياح وهي تحرك بلطف حواف الأغصان المتدلية فتتمايل على أنغامها برقةٍ ودلال ..
والقمر يحتضن صدر السماء الصافية ويرسل أشعته فتنعكس على جبين الأرض ليمتد بعض ضوءها الساطع فيصافح نافذة حجرتي ..
وأنا لازلت أجاذب سكرات النوم بين مدٍّ وجزر .. ممسكة بقلمي استحثه أن يبدأ بالركض كعادته فشغفي بالكتابة قد سيطر مداركي واستقر في أعماق قلبي وعلى أريكته وجدت من أشكي أليه وأبكي معه وأسرف بمصافحته والسمر به . .
وفي لحظة عنفوان الخيال وسباق المشاعر تتعثر لغة الحديث وسط مستنقع الألم والحزن لتعيد ذاكرة الزمن عرض تلك الصور القاتمة الملامح أبحث بين أجزاءها عن تفاصيل مضيئة فتعاجلني بدخانٍ يفترش جسدها ويستثير جراح لازالت تصرخ بعمق الماضي الموجعة ..
ظلّهُ لا زال يلاحقني وصورته باتت تؤرقني ولا تكاد تنقضي صفحة حتى تعاجلك أخرى بأكثر شوق وحرارة ..
هنا يستوقفني قلمي - أن حسبك - ولا تتجاوزي فإن نكأ الجراح أعظم ألما وأشد قسوة ..
فأعود من جديد لأمارس إغراءات التمرد والعصيان بدفعه ثانية ليواصل هذيانه الممتع ..
هكذا بدت الصورة أكثر وضوحا وأشهى حزنا وألّذُ متابعة ..
أفتح نافذتي برفق كلّ شيٍ هادئ .. سكون يثير النفس ..
أخشى مثل هذا الصمت القاتل وكأنّه نذير بركانٍ يوشك أن يفجر حممه ويرسل غضبه فيزفُ شتات الحاضر لأخدود النهاية ..
خوفٌ تخلقهُ تراكماتٍ حائرة ووجوم يرتسم معالم اللحظة ..
أنظر فإذا الأفق يبدو كئيبا متعثراً يكتسي وشاحاً مهترئ ويرسم معالم القهر واليأس ..
أهرع بلملمة أحرفي المتناثرة من هنا وهناك فتعاجلني بالهروب أكثر ..
خيالٌ ساحق يكاد يطبق على أنفاسي يجر لهيب الآه من بين أضلعي ..
حياتي كلها ذكريات وبين الذكرى والذكرى قنديلٌ وورقة ومحبرة .. وليل يحضر أوله ولا يغادر آخره ..
ارسم ُمن الأمل لوحة إطارها بقايا الأمس وخطوطها شعاع اليوم وألوانها إشراقة غدٍ ..
أنا طفلةٌ سكنت حانات النسيان تقرض من الوقت ثواني الانتظار ولهيب الواقع المر يجرد كل خيوط البراءة ..
ومع نفحات الفجر الباردة أطوي صفحات مذكرتي على بقايا حبر ذاب وسط مستنقعٍ من دموع ..